سيد حسن، خذنا معك أو عد إلينا..إنا على العهد/ نادين خزعل.

27 أيلول 2024…
27 أيلول 2025..
السّادسة والثلث، بتوقيت الفَقْدِ واليُتم والكَسر والتَغرّب والوَجع والهذيان والضياع والانتهاء……
ثلمت الأفئدة، والعقول نارٌ في الموقدة، والاحتراق تلا مأتم الفراق..
اللسان تلعثم، والكلام صمت، والوجوه انكفأت تحدق في المدى، رحماك يا رب، دع الصدى يعود رجعًا ونفيانًا ونكرانًا: هل استشهد السيد؟ نعم استشهد السيد…
السيد حسن، أيها القابض على زناد الذينَ يرحلونَ الى الشهادة..
إلى اعراسِ الياسمين..
إلى أين ارتحلت….
من سيكتب تاريخنا الكربلائي
ببكاءٍ دمعه بسالة البطولة..
على وجهِ الشمس..
من سيقول للغاصب لا…
من سيصرخ للمعتدي لا..
أمِن أحداقنا تهاجر
وأنت من الذين تيمّموا بملحِ الارض؟
مَن إصبعه سيمسح التعبَ عن وجوهنا؟
أنرثيك صلاةَ غياب؟
يا رباه……رحماك….منك وإليك راجعون ولكن…..
الروح مكسوة بالانكسار…
سيد حسن،
أتحلّق في ذاكرتنا كطيورِ الريح
العابرة الى أوصالنا الممزقة..
أتعيد لمّ شتات الوطن المشتت..
إجتمعوا بينَ بساتينِ الحصار
ليهزموا الوغى واغتالوك غدرًا ..
عرّوا كل الصامتين ومزقوا أشرعتهم الخبيثة..
سيد حسن…..
لوّح لنا من عليائك…
أضئ الشمسَ بأكفك فنحن أيتامٌ أزمنتُنا دونك ليل…..
سيد حسن…
هاجر بنا مع الفجرِ قبلَ الوداع، خذنا معك….
كيف نحمل نعشكَ؟
كيف نسجيك؟
كيف نرثيك؟
خذنا إليك أو عد إلينا….
حتى في موتك انحنتْ الارضُ تحتَ قدميك…
صاحت الضاحية لتحمي وجه زينب، ولبى النداء البقاع وبعلبك والجنوب وبيروت وكل لبنان…
صرخات زرعت أيلول قمحاً..
قَسمًا بالله العليّ العظيم…
قَسمًا بالحسين..
قسمًا بطهرِ عمامتِكَ المرصّعةِ بالوعدِ الصادقِ…
قسمًا بيدكَ القابضةِ على زنادِ البنادقِ..
قسمًا بهاديكَ المسجّى بعد أن قاد الفيالق..
قسمًا بتموز وأيّار وأيلول..
قسمًا بعماد وفؤاد وجهاد..
كنت ولا زلتَ أنت القائدُ..
يا سيد حسن الحاضر الحي..
يا من على الغياب عصيّ..
يا قبلةَ الشرفاءِ والأوفياءِ..
يا شمسًا لن يغيّب أشعتها أقزام الليل وإن اغتالوك ألف مرة..
يا لغة إنتصار لن تغيرها أبجدية الهزيمة وإن قتلوك ألف مرة..
يشهد لك تاريخك..ويشهد عليك حاضرك ويشهد عليك موتك أنّك حفيد رسول الله الذي أنبت الكرامة في دواخلنا والذي رفع رؤوسنا والذي أعاد الشرف إلى جبيننا…
جئتَ من دمعةٍ سُكبت على ثرى الحسين الشهيد..
أيها العابر من أكبادنا من عنفوانِ التراب..
ارنُ إلينا لنقرأ التاريخَ من جديد..
وعهدًا…
سنصون كربلاء بينَ المُقل
وليُكتبْ بأننا ممن بُلًغوا ولبُّوا النداءَ..ومَن أكفهم نسجت ثقافة الإنتصار..
تاريخٌ مِنْ مجدِ المجدِ…
استحال استشهادك….
يا وجعنا المسبيّ على ذاكرة العمر المنسيّ….
فبعدك لا نحن….
ولا أزمنة ولا أمكنة ولا أوطنة….
تيتمنا يا سيدنا…..
كُسرنا يا سيدنا….
ولكن……..
على نهجك باقون..
في أرضنا راسخون..
ولبنان، وطنٌ، سيخلده التاريخ، بأنه هزم عدو الأديان والإنسان….