ما بال هؤلاء؟/ محمد اسماعيل

0
55
Please follow and like us:
RSS
Follow by Email
X (Twitter)
Visit Us
Follow Me

ما بال هؤلاء الذين كانوا بالأمس يملأون الدنيا هتافًا للمقاومة، يعلّقون صورها على جدران بيوتهم، ويقدّمون أنفسهم على أنهم من أهلها وأبنائها؟ فإذا استُشهد القائد، تحوّلوا إلى شتّامين، طائفيين، ناكري جميل، وكأنهم لم يصفّقوا يومًا ولم يرفعوا الصوت خلفه؟

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!


هؤلاء الهتّافون بالأمس… الشتّامون اليوم. أيُّ معدنٍ رخيص هذا الذي ينكشف في ساعة الحق؟ أكانوا يظنّون أن الوفاء مجرّد صرخة في مظاهرة، أم صورة على جدار، أم منشور على فيسبوك؟ الاستشهاد غربلهم، فأظهر من كان ثابتًا، وفضح من كان متقلبًا يغيّر لونه مثل الحرباء.


المضحك المبكي أن بعضهم صار يتكلّم بلسان الطائفية، كأن الدم الذي سُفك لم يكن دفاعًا عن وطن كامل، وعن أرض وشعب بكل أطيافه. ينسون أو يتناسون أنّ التاريخ يحفظ الأسماء، ويمحو الزبد، وأن ذاكرة الناس لا ترحم المنافقين.

سيبقى الشهيد رايةً للأمة، عنوانًا للكرامة، وكابوسًا للعدو، فيما هم سيبقون مجرّد أصوات نشاز في سوق الكراهية، يتلاعب بهم الغضب الأعمى، ويمسحهم الزمن كما يُمسح الغبار عن النافذة.

فما بالكم تلهثون وراء الأحقاد، وأنتم لا تساوون شقّ تمرة؟