قمة فوق القمم./ إبراهيم زين الدين.

0
33
ابراهيم زين الدين كاتب ومحلل سياسي
ابراهيم زين الدين كاتب ومحلل سياسي
Please follow and like us:
RSS
Follow by Email
X (Twitter)
Visit Us
Follow Me

كالعادة، عند كل حادثة أو اعتداء على أي دولة عربية أو إسلامية، تتحرك المنظمات الإسلامية، سواء مجلس التعاون الإسلامي أو جامعة الدول العربية. وما الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، بعد أن فشل في اغتيال قادة حماس في الدوحة، إلا انتهاك فاضح وإرهاب مكشوف من عدو لا يأبه لأي منطق أو دبلوماسية أو تحرّك.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لم تعد كلمات الإدانة والرفض والشجب، ولا النداءات المتوسلة للعدو كي يتراجع عن شيطنته، كافية. فالدبلوماسية، على مرّ عقود، لم تستطع أن تغيّر قيد أنملة في وجه احتلال العدو الصهيوني لفلسطين وسوريا والأردن ومصر ولبنان. هذا العدو الذي يجاهر باعتداءاته وإجرامه المتمادي، ضاربًا عرض الحائط بكل القرارات والتحركات والمظاهرات والتنديد الذي لم يثمر شيئًا.

إن ما يجري اليوم في المؤتمرات، إن لم يترافق مع قرارات جريئة وفعلية، لا مجرد بيانات كلامية، سيبقى بلا جدوى. المطلوب هو خطوات حقيقية: قطع العلاقات، سحب السفراء، وقف التعاملات التجارية والاقتصادية، وتعليق المفاوضات العربية–الصهيونية. بل المطلوب أكثر: تشكيل اتحاد عربي–إسلامي يضع خطوطًا حمراء فعلية أمام إسرائيل، ويوجّه رسالة موجعة إلى أمريكا، ربيبتها المدللة، التي تغطي عدوانها الدائم وتدّعي السلام.

لقد حاول ترامب أن يُقدَّم كرجل سلام، فإذا به يصبح رجل الحروب. فمنذ توليه الحكم، اشتعل العالم العربي والشرق الأوسط والدول الغربية، في ظل برنامج ممنهج لتغيير خرائط العالم بما يخدم الهوى الأميركي–الإسرائيلي، مستغلّين لحظة التفكك العربي والانقسام الذي طغى على صرخات فلسطين وعذاباتها وتجويع أطفالها.

فهل تفعلها هذه القمة، بعد مئات القمم التي سبقتها؟