الخطاب الاستثنائي للشيخ نعيم قاسم: صفحة جديدة مع السعودية أم رسائل للداخل؟/ ابراهيم زين الدين.
الخطوة الجريئة التي أعلنها سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، بدعوته إلى فتح صفحة جديدة وبيضاء مع المملكة العربية السعودية، تستحق التوقف عندها مطولاً. تأتي هذه الدعوة في ظل الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط وأوروبا، وفي لحظة دقيقة يعيشها لبنان على مختلف المستويات.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!لقد شكّلت مواقف الحزب الأخيرة مؤشراً على تدرّج واضح نحو الانخراط في لبننة السياسة الداخلية، إذ برز قبول الحزب بمبدأ “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”، والتأكيد على الاحتكام إلى اتفاق الطائف كمرجعية سياسية. واليوم، نحن أمام انفتاح جديد من قيادة الحزب على القوى والأحزاب الأخرى، بما فيها تلك التي كانت تُصنَّف في خانة الخصومة سابقاً.
هذا التحوّل يطرح تساؤلات: هل نجحت قيادة الحزب في قراءة معمقة للمؤامرات السياسية والفتن المذهبية التي تُحاك للبنان بهدف ضرب قوته ووحدته؟ وهل يشكّل ما أعلنه الشيخ قاسم، ولا سيما في ما يتصل بالحوار مع المملكة، خطوة عملية لتغيير الصورة النمطية المرسومة عن المقاومة، خصوصاً في ظل الهجمة الإعلامية المكثفة ضدها؟
لا شك أنّ هذه المبادرة تحمل في طياتها قفزة نوعية في مسار التطور السياسي الذي تنتهجه قيادة الحزب، بما يُعيد رسم خريطة جديدة توازن بين حماية دور المقاومة من جهة، وتكريس الانفتاح الإيجابي والأخلاقي في التعاطي السياسي من جهة أخرى.
ورغم كل النكسات التي واجهها الحزب، بما في ذلك تخلّي بعض أقرب الحلفاء عنه في أصعب الظروف، فقد نجح الأمين العام ونوابه في قلب الصورة، ومنح المقاومة زخماً متجدداً يعبّر عن روحها الحقيقية: مقاومة الشعوب الحرة التي تدافع عن كرامتها ووجودها من أجل إنسانية عادلة