وفعلها حزب الله وأضاء صخرة الروشة بصورة السيد المقدّس/ محمد اسماعيل

وفعلها حزب الله. لم يلتفت إلى اعتراضات نواب الصدفة ولا إلى أصوات عملاء الداخل الذين لا يرون من الوطن سوى مقاعدهم ومصالحهم الضيّقة. فعلها الحزب وأضاء صخرة الروشة بصورة السيد المقدّس، لتتحوّل بيروت في لحظة إلى منارة للشرف والوفاء، وصرخة بوجه كل من يحاول تشويه صورة المقاومة أو التقليل من مكانتها في وجدان الناس.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!
لم تكن الإضاءة مجرد حدث رمزي عابر، بل كانت موقفاً سياسياً وإنسانياً وأخلاقياً في آن واحد. ففي زمنٍ يكثر فيه المتسلّقون والمتلونون، جاء هذا الفعل ليقول إن الوفاء للشهداء والرموز ليس خاضعاً لمزايدات ولا لحسابات صغيرة. إنما هو التزام راسخ في قلب الناس الذين يعرفون تماماً من ضحّى لأجلهم، ومن بقي ثابتاً في الميدان.
أما الاعتراضات فبقيت أصغر من أن تؤثر. صرخات نواب الصدفة الذين وصلوا بأصوات لا تكاد تُذكر، وبيانات عملاء الداخل الذين يبيعون أنفسهم للغريب، كلها تبعثرت أمام صورة السيد المقدس التي أشرقت على صخرة الروشة، فغطّت بيروت كلها بالنور.
لقد أراد الحزب أن يقول بفعله هذا إن بيروت ليست مدينة محايدة أمام الدم والشهادة، بل هي قلب نابض بالكرامة. وإن السيد المقدس الذي أضيئت صورته على صخرتها، ليس مجرد قائد، بل رمز من رموز المقاومة التي حمت لبنان من الذل والاندثار.
وفعلها حزب الله، مرة أخرى، ليثبت أن الهوية لا تُشطب، وأن الذاكرة لا تمحى، وأن بيروت، برغم كل ما فيها من جراح وأصوات نشاز، ستبقى وفية لأولئك الذين كتبوا بدمائهم صفحة العزّ.