مصيلح … حين يقصف العدو الحديد ويُوقظ فينا الصلب
بقلم : الأستاذ حسن عسيلي
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!في العالم تشرق الشمس إيذانًا بيوم جديد، أمّا في جنوبنا فتفتح الفجر أبوابها على هدير غاراتٍ لا تعرف الرحمة، تغتال فينا شيئًا من الحياة، وتستهدف آليات إعادة الإعمار كأنها تريد أن تُقضي على الحلم قبل أن يُبنى، وأن تطفئ شموع الأمل قبل أن تشتعل.
لكنّها اختارت اسمًا لا يُقهر — مصيلح، اسمٌ يتجاوز الجغرافيا ليصبح عرينًا للمقاومة وموئلًا للعزيمة. وما إن يُذكر اسم #نبيه_بري حتى ينهض في الذاكرة وجهٌ من الصمود: رجلٌ لم يتردد في الدفاع عن كرامة وطنه، وصوتٌ قال بوضوحِ الرجال: خذوا ألف مجلسٍ نيابي ولن نفرّط في مقاومةٍ هي بوصلة هذا الوطن.
لا لافتةٍ عانقت التراب على كوع مصيلح ستجعل القيم تنحني، ولا قصفٌ سيجعل أبناء الجنوب يزحفون عن مبادئهم، فجنوبُنا لا يركع إلا أمام الحق، ولا تُرهب له صواريخ. كل محاولةٍ لطمس الأمل تُولد عنادًا أكبر، وما يُعتقد أنه تهديدٌ يُصبِح وقودًا للتمسّك والاعتزاز.
ليست المصيبة هنا في الدمار وحده، بل في الجهل بمنطق الشعوب: كلما نزف الجنوب، ازداد نبضه، وكلما هُدم بيتٌ نبتت من تحته عزائمٌ لا تُمحى. فمصيلح لا تبكي موتًا، بل تُحيي عهدًا — عهدًا أن يبقى الوطن حيًّا، وأن تبقى كرامته منارة لا تنطفئ.
فليعلَم من يراهن على السَّكوت أن ما استُهدف ليس ترابًا فحسب، بل إرادةٌ.
وإرادةُ الجنوب لا تُقهر — باقيةٌ… باقيةٌ… باقيةٌ.