حين يعجز عن البشر… يلاحق الحديد والحجر/ محمد اسماعيل

0
21
Please follow and like us:
RSS
Follow by Email
X (Twitter)
Visit Us
Follow Me

لم يعد في الجنوب ما لم تطله يد العدوان. اليوم، لم تعد الغارات تستهدف المقاومين ولا حتى المدنيين فقط، بل وصلت إلى معارض الجرافات والآليات الثقيلة في النبطية — مصدر رزق الناس البسطاء، وأحد رموز الحياة اليومية في هذه الأرض الصامدة.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!


يضرب العدو كل ما يتحرك، وكل ما ينبض، حتى الحديد لم يسلم من نيرانه. فحين يعجز عن مواجهة الإنسان، يبدأ بالانتقام من الآلات، من أدوات الرزق، من ملامح الحياة. كأنه يقول للبنانيين: لا أريدكم أن تعيشوا، ولا حتى أن تبنوا من جديد.


لكن هذا المشهد ليس منفصلاً عما يجري في غزة. فحين توقف القتال هناك تحت شعار “التهدئة”، لم تتوقف الحرب فعليًا، بل انتقلت بسلاحها وغلّها إلى الجنوب. كأن قرار وقف النار في غزة لم يكن سوى استراحة محارب لجيش الاحتلال، ليعيد توجيه نيرانه نحو لبنان، محاولًا تعويض فشله هناك، بتدمير ما تبقّى من مقومات الحياة هنا.


هي الحرب ذاتها، وإن تغيّر ميدانها. هدفها واحد: خنق روح المقاومة، وتجفيف منابع الصمود، وتحويل القرى إلى أطلال. لكن ما لا يفهمه العدو هو أن هذه الأرض تعلّمت النهوض من تحت الركام، وأن أبناءها يملكون من الإرادة ما يفوق ما تملكه طائراته من نار.

في النبطية اليوم، كما في غزة بالأمس، الصورة واحدة: دم ودمار وصبر. ومَن يظن أن تدمير جرافة أو مستودع سيكسر إرادة الناس، لا يعرف شيئًا عن الجنوب، ولا عن الذين يحفرون الصخر ليعيشوا بكرامة.