حين تُصبح اللافتة أوسخ من الحرب/ محمد اسماعيل

0
50
Please follow and like us:
RSS
Follow by Email
X (Twitter)
Visit Us
Follow Me

من المعيب، بل من المخزي، أن نرى في لبنان عام 2025 لافتة بلدية تُرفع في الهواء الطلق، تتبجّح بالتمييز وتتباهى بالعصبية الطائفية وكأنها إنجاز حضاري.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!

لافتة تقول بوقاحة: “ما تبيع وما تأجر بيتك… ما تبيع وما تأجر أرضك… البلدية ما رح تسمحلك.”


وكأن الأرض لم تعد ملك المواطن، بل باتت ملك الطائفة، وكأن الانتماء الديني صار شرطًا للعيش والسكن والتملك في هذا الوطن المفكك.

من أعطى بلدية الحدث الحق لتقرر لمن يُباع ومن يُؤجّر؟ بأي دستور أو قانون أو عرف تُقيّد حرية الفرد في التصرف بأملاكه؟


هل تحوّلنا رسميًا إلى كانتونات طائفية مغلقة، كل بلدية فيها تضع قوانينها الخاصة، وتتحكم بحقوق الناس وفق لون طائفتهم؟

لبنان الذي أراده البعض “وطن الرسالة”، بات رسالة كراهية. وبدل أن تكون البلديات سلطة محلية لخدمة الناس، أصبحت أجهزة فرز طائفي، ومجالس قهر اجتماعي، تدّعي الحفاظ على هوية المكان بينما هي في الحقيقة تدفن ما تبقّى من إنسانية هذا المكان.

يا بلدية الحدث، الحفاظ على هوية البلدة لا يكون بطرد المختلف، بل باحتضانه.


الانغلاق لا يحمي أحدًا، بل يقتل الجميع ببطء.


ويا من وقّع ورفع هذه اليافطة، تذكّروا أن التاريخ لا يرحم من حوّل الطائفة إلى جدار عازل، والوطن إلى سجن مغلق.

لبنان لن يُبنى بلا تنوّع، ولن ينهض ما دمنا نحتفل بالتمييز على أنه بطولة.