الاحتراق الوظيفي… كيف تتجنّب تدمير صحّتك النفسيّة؟

0
83
Please follow and like us:
RSS
Follow by Email
X (Twitter)
Visit Us
Follow Me

غالباً ما تؤدي أنظمة العمل إلى توابع نفسية تؤثر على أدائنا اليومي في إنجاز المهام، ووفق بعض المختصين، تُسمى هذه المرحلة “الاحتراق الوظيفي” أو “الإجهاد الذاتي”، الذي تتشكل فيه حالة رفض قاطعة لمجريات المهام الوظيفية.

تتحدث الثلاثينية غزل، العاملة في مجال الإعلام، عن تأثرها بضغط العمل أخيراً قائلة: “أشعر أن لا طاقة لدي لتقديم شيء جديد لمهامي الوظيفية، ولهذا تركت وظيفتي”.
جاء قرار غزل بعد تفكيرها بنهاية العام الماضي في تغيير مكان عملها موضحة “فضلت أن أدخل العام الجديد بقرارات، وإن كانت صعبة، لكنها خطوة جديدة في حياتي العملية، فقد يشكل تغيير بيئة العمل ومكانه، انعكاساً نفسياً على أدائي الوظيفي”.

الروتين قاتل

وصفت غزل شعورها، في حديث لوسائل إعلامية: “أحب عملي في مجال الإعلام، لكن بعد ما يقارب 10 سنوات من العمل بنفس الروتين اليومي، أشعر أنني لا أضيف لشخصيتي أي نجاحات تذكر”.
وتؤكد مدربة الأعمال سناء دياب أن الاحتراق الذاتي “هو عدم القدرة على التعامل مع التوتر طويل الأمد”، مشيرة إلى أن “الإنسان بعد فترة طويلة من الإجهاد في بيئة العمل، يعيش حالة من الاحتراق الذاتي، تجعله يمرض نفسياً وجسدياً، ويفقد القدرة على التركيز في عمله”.
وتتابع: “عند الوصول لمرحلة الإنهاك تصبح شخصية الفرد مفتعلة للمشاكل، يهرب فيها لإدمان أي شيء، للهروب من المسؤوليات، فمن الممكن أن يدمن الطعام، الكسل وغيره”.

جهل الإصابة بالاحتراق 

“تتجلى هذه القضية في الآونة الأخيرة” وفق دياب، إلا أن المشكلة الأكبر، هي إصابة الكثيرين فيها من دون إدراكهم لها، فيظنون أن هذه الضغوط في حياتهم خارج دائرة العمل.
تتعرض بعض الوظائف للاحتراق النفسي أكثر من غيرها، فتشير دياب إلى أن “بعض المهن بالفعل تحتاج طاقة ومجهوداً، وغالباً سرعة في الإنجاز، ما يعرضها للإصابة بالاحتراق الوظيفي أكثر من غيرها”. الحل برأي دياب هو إدارة كيفية التعامل مع الضغوط ومع ساعات العمل الطويلة، إلى جانب التوترات، والأهم “كيف لا نصل لهذه المرحلة”.

وتتحول ردة فعل الإحباط من ضغوط العمل، إلى حالة جسدية سلبية، فنجد فيها الشخص هزيلاً مُنهكاً، وترجع دياب السبب إلى أن “الأشخاص غير قادرين على تفريغ هذا الإجهاد من أجسادهم”.
وتوصي مدربة الأعمال لتجنب الإصابة باحتراق وظيفي، بـ”الحفاظ على وقت خاص لممارسة فعل جسدي فيزيائي، يخلّص أجسادهم من هذه المشاعر، وفيزيائياً على الشخص أن يحاول شد عضلاته كلها لمدة دقيقة أو دقيقتين، حتى يسترخي بعدها، ما يساعد جسده على تفريغ المشاعر”.

التصالح مع القلق

الحل أيضا كما تشير دياب للتخلص من الاحتراق الوظيفي، يكمن في “التصالح مع مصدر القلق، أو تغيير مكان العمل، وتصحيح العقلية التي تتعامل مع التوتر، وإغلاق دائرة التوتر بفعل مجهود جسدي”.
وتذهب دياب إلى ما هو أبعد من ضغوط العمل بفعل التوتر، قائلة: “التوتر له علاقة بالحالة الصحية الغذائية، وكميات تناولنا لمشروبات الطاقة والسكريات، فهذه المكونات لها علاقة بمدى تحمّل الجسم للضغوط”.

Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!