عمليّات جراحيّة بلا تخدير… على مائدة المطبخ!
تحذر منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الصحية الكارثية التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، حيث نقص الإمدادات في الأدوية والمعدات الطبية يزيد من معاناة الجرحى والمصابين.
وصرح شون كيسي منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من قطاع غزة “نرى هذه الكارثة الإنسانية تتكشف أمام أعيننا”. وحذر قائلا: “نشهد انهيار النظام الصحي بوتيرة متسارعة”، وفق تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”.
وتنتشر القصص الكثيرة عن معاناة الجرحى المصابين، حيث يخضع بعضهم لعمليات جراحية من دون تخديرهم. وعرضت صحيفة “واشنطن بوست” قصة الطبيب هاني بسيسو، فرغم خبرته الطويلة في جراحة العظام إلا أنه واجه موقفا صعبا، في كانون الأول الماضي، حيث وجد نفسه يجري عملية بتر لساق ابنة أخيه على طاولة المطبخ، بعد إصابتها إثر ضربة قذيفة دبابة إسرائيلية.
منزل بسيسو كان يبعد عن مستشفى الشفاء بنحو 5 دقائق بالسيارة، ولكن وجود القوات الإسرائيلية منعهم من الخروج، ليبدأ في التفكير والشابة ممدة أمامه “من أين أبدأ؟ لا يوجد لدي أي تخدير. لا يوجد معي أي شيء”.
قام الطبيب بسيسو بالتحضير للعملية بما توفر لديه من أدوات، حيث كان يغسل ما تبقى من ساق عهد (18 عاما) وهي مستلقية على طاولة المطبخ في دلو مملوء بالماء والصابون، وسط أنين من الألم. وقال الطبيب إنه “أجري عملية البتر بسكين طبخ عادي، ومقص وإبرة خياطة ومن دون أي تخدير”.
ما عانته الشابة بسيسو يسلّط الضوء “على الفضائع اليومية التي يواجهها سكان غزة، وسط انهيار نظام الرعاية الصحية في القطاع”، وفق “واشنطن بوست”.
وقال بسيسو في مقابلة أخرى مع “رويترز”: “للأسف لم يكن لدي خيار آخر. كان خيارا واحدا من اثنين: إما أترك البنت تستشهد أو أحاول بما لدي من إمكانات. طبعا الإمكانات صفر”. وأضاف: “هل أستطيع إيصالها للمستشفى؟ طبعا لا. كنا محاصرين لخمسة عشر يوما والدبابات كانت على باب المنزل. أخذنا القرار. القرار بمحاولة عمل أي شيء للبنت لإنقاذها. القرار الأول إنه أبتر الرجل”.